المرأة بين اتهام الضعف وحقيقة القوة

عندما اوكل الله سبحانه وتعالى اصعب المهام في الكون للأنثى, الحمل, الولادة, بناء الجيل وتربيته, مسؤولية المنزل والزوج, وعلاوة على ذلك في مجتمعنا الحديث نراها تقوم بما يقوم به الرجل من عمل في التدريس والمجال الطبي والهندسي وتسنمها لمناصب سياسية وغيرها  في ذلك المجتمع القديم الذي كان عبارة عن مجتمع صنف التنازع به الأوطأ والاقرب للطبيعية الحيوانية كان يعتمد على القدرة البدنية والعضلات وبطبيعة المرأة الجسمانية تكون اقل قوة من الرجل واقوى منه في أمور أخرى, أما الآن وفي هذا العصر قد أخذ التطور مأخذه وبات الانسان الواعي المثقف يعتمد على العقل بصورة أساسية أما الانتقاص من قدرة المرأة العقلية فما هو إلا محض تخريف, فها هي نراها تتفوق على الذكور في كثير من المجالات, ( في العراق انظر لنتائج الامتحانات الوزارية مثلاً, ستجد ان الاوائل على العراق اغلبهم بنات ) كأبسط مثال, وللتنويه فأنا لا اقصد ان قدرة المرأة العقلية تفوق الذكر بل ذاك متفاوت من شخص لآخر فقد يتفوق الواحد على الاخر وبالعكس, لكن بلا أي مفاضلة ثابتة فهذا الامر يعود للشخوص لا الى مجتمع بأكمله, ان اقبح ظاهرة اراها ان المرأة تحرم من ابسط حقوقها بحجة ضعفها والخوف عليها, وهؤلاء من يخافون على بناتهم واخواتهم وزوجاتهم هم نفسهم من يخاف منهم اهل اخريات, يبدون حرصهم وخوفهم على شكل تعصب في كثير من المرات كأن المجتمع لا يتشكل بذاته منهم, يرددون جملة المرأة ضعيفة حتى ايقنت الكثير من النساء بذلك, وبدأن يطبقن هذه المقولة على النساء من حولهن أيضاً , ثم تبدأ تلك نصف المجتمع باحتكار حرية النصف نفسه, وانا اوقن ان المرأة كل المجتمع, والرجل كل المجتمع, كلاهما كل, فبدون احدهما, سيفنى المجتمع عن بكرة ابيه, الية المجتمع هذه (وليس كل المجتمع, فالكثر من الافراد واعيين مثقفين يؤمنون بالقدرة الخارقة للمرأة على الابداع), الية المجتمع هذه كما قلت …هي من تصنع انثى مهزوزة خائفة ضعيفة قليلة ثقة تخشى عبور باب المنزل بلا اخ أو زوج, تلك التي صارت تؤمن بأنها عورة من اعلى رأسها حتى اخمص قدمها, وتؤمن انها فتنة, لا تردع متحرش فاللوم على تلك(العورة ) لا غير, والحق مع ذاك المتحرش الشريف الذي لا يمسك زمام أمره لو رأى كف يدها !!
أنثى مجتمعي العزيزة …آمني بقوتك وأفرضيها على كل من لا يؤمن بها حتى يؤمن أو يستسلم, لك حرية العمل والدراسة والابداع, الموت … نعم … الموت اهون لك من حياة الموتى تلك, فالحياة بلا حرية يا عزيزتي كالهواء بلا اوكسجين, كلاهما (يسم البدن) .
ذكر مجتمعي العزيز … نحن وكما يقول الد. علي الوردي في مرحلة انتقالية ذات تيار جارف, ستجرف كل من يقف بطريقها آجلاً أم عاجلاً, عليك أن تواكب هذا التطور, وتنظر في الأمر بمنظار مثقف لا بمنظار المجتمع الجاهلي, فكما به وهو يأد الانثى أنت الآن تأد طموحاتها, واحدهما اكثر بؤساً من الآخر .
مجتمعي العزيز …. يا من انقلبت فيك المضامين, اعلم ان الله يحاسب المعتدي لا المعتدى عليه, فعندما توقف ذاك المعتدي عند حده, آمن أن أحدا لن يمسس من تحاول (او تتظاهر حسب عاداتك) الحفاظ عليها ولو بلغت اقصى البلاد .
أرجو ان يفهم القارئ, نوعية الشخوص الذين اوجه لهم الكلام, وارجو ان يفهم اولئك الشخوص ان كلامي بعيد عن اهانة احد, انما حقيقة سندركها الان او بعد حين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى